على ضفاف المجد نبتت "دبل"، تغسل أقدامها في وادي الدموع منتظرة عودة أحبة فرقتهم حروب السنين وجرت دماؤهم شجر الزيتون المالئة السفوح والجبال.
تقع قريتي في جنوبي الجنوب، على تلة متوسطة لا يتعدى ارتفاعها ال 680 م، في قضاء بنت جبيل التابع لمحافظة النبطية. ينتصب أمامها من الجهة الغربية جبل حميد الذي يفصلها عن البحر ويحرسخا من هبوب الرياح الغربية ومن الجهة الشرقية تحدها قرية حنين ورشاف من الجهة الشمالية ام من الجهة الجنوبية فتحدها قريتي رميش وعيتا الشعب.
يعود اسم دبل الى الآرامية السريانية، وتعني التين المجفف، وفي العبرية المعنى نفسه. وقد ورد هذا الاسم في التوراة (14:6حزقيال)، ولا يستبعد أن يكون المقصود بهذا الاسم دبل هذه بالذات وذلك لعدة قرائن، منها وجود شجر التين فيها بكثرة واحتفاظ أرض القرية ببقايا أثرية تشهد على قدمها، ومنها قبور منحوتة في الصخر مازالت تعرف حتى اليوم بقبور اليهود.
تصل الى دبل من عدة طرق فالطريق الرئيسية هي التي تصلها بحنين ومنها الى عين ابل فبنت جبيل، كما تصل اليها عن طريق بيت ليف القوزح فدبل أو طريق الناقورة علما راميا دبل، أما من ناحية الجنوب فهناك طريق رميش دبل ومن ناحية الشمال هناك طريق رشاف دبل كما يعمل المجلس البلدي الان على تعبيد ترابية تصل دبل بوادي العيون فصربين ومنها الى صور.
مرت دبل خلال الحرب بماس كثيرة، فقد عانت من الحصار والجوع والقصف كما أنها دفعت ثمن البقاء أكثر من 200 شهيد من خيرة شبابها الذي زرعتهم على أطراف بذور أمل سعيد ومستقبل أفضل.
في دبل الكثير من المواقع الأثرية التي تحمل عبق الماضي ورائحة التاريخ ومعم هذه الأماكن ما زالت مهملة لا يعرفها الا أبناء القرية ولا يوجد فيها من مكان أثري تابع لوزارة السياحة الا كنبسة مار جرجس القديمة التي رممت بمساعدتها أما بقية الاماكن منها ما يستعمل كمنتزهات (حزور ومغارته المليئة بالنواويس وسندياناته العملاقة) ومنها ما بقي مهملا عرضا للزوال كمعاصر العنب القدمة المحفورة في الصخور وبقايا قصور لأميرات مررن بأرضنا وهذه القصور مازالت تعرف باسمهن كقصر ايمه وقصر جيني وغيرها من المعالم.
كانت دبل قديما تتغذى من ينابيع كثيرة منتشرة في تربتها الخصبة أهمها ينابيع وادي العيون الغني بمياهه وينابيع أخرى منها ما قد جف ومنها ما أهملوا من عدة برك تتجمع فيها المياه في شتاء أهمها بركة الحلاوة وبركة العلاق وبركة المغاربة أما اليوم فمصدر مياهها هو بئر ارتوازي حفرته البلدية وتقوم بتشغيله مصلحة مياه صور.الوضع الاقتصادي: يعمل معظم سكان دبل بالزراعة وتربية المواشي والدواجن كما ينضم قسم كبير من شبابها الى مؤسسات الدولة من جيش ودرك ومدرسين كما إنشرت في الاونة الاخيرة ظاهرة العمل مع قواعد الطوارئ الدولية ولكن بأعداد محدودة.
يبلغ عدد سكان دبل ما يقارب 5000 الاف نسمة يعيش معظمهم في بيروت والمدن اللبنانية الاخرى والقسم الاخر في المهجر أما القسم المتبقي فلا يزداد عدده شتاءا عن الـ 2000 نسمة يرتفع هذا العدد في الصيف الى ما يقارب ال 3000 نسمة يتوزعون على عائلات تؤلف عائلة واحدة هي عائلة دبل الكبرى وهذه العائلات هي: "ناصيف، حنا، لوقا، حنون، زكنون، نداف، صقر، هاشم، راحيل، اسحاق، عبود، الراعي، حوا، مسكينيان، ألطونيان، فارس، ابراهيم، حداد، حاطوم، غنطوس، يونس, حايك، سعيد، البصار، أيوب، عطية، بشارة، داوود، غالي زينة، اندراوسن مطرن أوهانيان، حاجين أنكابابيان" وبعض العائلات غيبتها بلاد الاغتراب.
في دبل مدرستان الاولى خاصة تابعة للراهبات الأنطونيات والثانية رسمية. خرجت المدرستان الكثير من المتفوقين في مجالات عدة كما ساهمت بتأسيس الكثير من الحركات الشبابية ككشافة لبنان فوج مار جرجس- دبل بقيادة مارون ناصيف والحركة الرسولية والطلائع والفرسان والأخويات.
راشيل ناصيف
No comments:
Post a Comment